الأربعاء، أكتوبر ١٨، ٢٠٠٦

إسلاميون أم علمانيون؟

فى العصور الوسطى فى أوروبا تمتع رجال الدين بنفوذ واسعه إستغلوها فى الفساد والإستبداد بل ووصل بهم الحال إلى بيع أجزاء من الجنه ، والمعارض لهم كان كافرا ، علاوة عن تكفيرهم لمعظم العلماء والنوابغ فى هذا الوقت ، ومن ظهرت فكرة العلمانيه حيث إبعاد الدين نهائيا عن نظام الحكم مع صيانة الأديان عموما.
أغلب من يرفض أن يكون لنظام الحكم مرجعيه يكون تعليلاتهم إما أنه بذلك سيكون الأفضليه لأصحاب دين معين أو لأن النصوص الدينيه جامده ولا تتناسب مع المجريات الحديثه .
مسألة أن الإسلام سيعطى الأفضليه للمسلمين عن غير المسلمين فى ظل الدوله الإسلاميه مساله غير مطروحه أساسا لان الإسلام أعطى غير المسلمين فى الدوله الإسلاميه كامل حقوقهم ولا تعارض بين حقوق المواطن والإسلام ،فالإسلام يكفل الحياه الكريمه لغير المسلمين ويعاملهم كمواطنين وأحب أن أذكر هنا بعض الحوادث والمواقف التى حدثت فى عهد الخلافه الراشده عندما وجد سيدنا عمر بن الخطاب أحد اليهود يتسول وهو كبير فى السن قال :كيف دفع الجزيه وهو صحيح ولم نكفله وهو شيخ وأمر بيت المال لإعطاءه مايكفيه وسؤال الآخرين ، عندما ذهب سيدنا على رضى الله عنه و معه يهوديا يتقاضيا عند سيدنا عمر بن الخطاب فنادى سيدنا عمر بن الخطاب اليهودى بإسمه ونادى سيدنا على بـ(ياأبا الحسن) وهنا قال سيدنا على لسيدنا عمر : (غضبت لأنك لم تسوّ بينى وبين اليهودى فخاطبته باسمه وخاطبتنى بكنيتى ) وحادثه آخرى حدثة فى مصر أثناء ما كان سيدنا عمرو بن العاص واليا على مصر وحدث أن إبن سيدنا عمرو بن العاص ضرب أحد الأقباط بالسوط فذهب والد هذا الشاب القبطى إلى سيدنا عمر بن الخطاب (الخليفه ) وشكى له ماحدث فأتى سيدنا عمر بن الخطاب بالشاب القبطى وبسينا عمرو بن العاص وإبنه وسمع من الطرفين وحكم بأن يضرب القبطى إبن سيدنا عمرو بن العاص قصاصا له على ما وقع به.
أما مسألة أن النصوص الإسلاميه جامده ولا تتناسب مع المجريات الحديثه فهذه أيضا غير مطروحه لان أصول الحكم فى الإسلام أساسا تخضع أولا للعقل لدرجة أنه يمكن مخالفة الإسلام فى أمر من أمور الحكم للتقليل من ضرر معين ،وأقصد هنا أختيار أقلل الضررين او مبدأ ضرأ الشبهات ، مثلا فى مثل حالتنا الآن لا يمكن تطبيق حد السرقه مثلا نظرا للبطاله والحاله الإقتصاديه المترديه تماما كما حدث فى عام المجاعه فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب عندما أتاه سارق وقال له انه سرق ليأكل فأطلق سيدنا عمر سراحه ، والنظام الإسلامى عموما يخضع تماما لحكم العقل العقل أولا فدخول الإسلام فى نظام الحكم ما هو إلا للتهذيب وليس للإلزام التقليدى بما جاء قبل 1400 عام.
البعض الآخر يرفض فكرة دخول الإسلام فى نظام الحكم لان بذلك الحاكم سيكون ناطق بإسم الدين بمعنى أن مخالفته أو معارضته أو حتى محاسبته يعنى أنك تخالف أوامر الدين أى أنك خارج عن العقيده ، والحقيقه أن الإسلام يسمح بالإختلاف والنقد بل ودعا إلى محاسبة الحاكم وعندما تولى سيدنا أبو بكر الخلافه قال أن أخطأت فقومونى ،وسيدنا عمر بن الخطاب كان يرى أن يكون حد الخمر هو القتل ولكنه تراجع وإنصاع لرأى أغلب الصحابه بأن يكون الجلد ،أيضا لا ننسى عندما حادثة السيده التى قال عنها سيدنا عمر أخطأ عمر وأصابت المرأه ، أيضا المواقف كثيره جدا التى إختلف فيها الصحابه مع النبى صلى الله عليه وسلم .
والإسلام عموما ينظر للحكم وأموره على أنها دنياويه تخضع للعقل أولا يسمح فيها بالإختلاف والدين يهذبها ، حتى الحدود الإسلاميه تخضع للعقل أولا قبل تطبيقها تماما كما حدث كما ذكرت مع السارق الذى أتى لسيدنا عمر بن الخطاب.
الميزه الآخرى فى تطبيق النظام الإسلامى تظهر فى النظام الإقتصادى الإسلامى حيث يجمع الإسلام بين أفضل ماجاء فى الرأس ماليه و الجوانب الإنسانيه فى الإشتراكيه المركسيه ، وأفضل مافيه أنه إقتصاد أخلاقى قبل ذلك تحدثت عن القتصاد الإسلامى يمكنك مشاهدته من هنا
روابط ذات صله:

هناك ١٣ تعليقًا:

غير معرف يقول...

طب إيه رايك في الفتنة الكبري اللي المسلمين حاربو بعض فيها بقيادة كبار الصحابة ؟ إزاي ده حصل لو الدولة الإسلامية جميلة كده؟ , إزاي الخلاف يوصل للقتل مع إن دول اللي فاهمين يعني؟

إحكييييييلي

Gemyhood يقول...

اه صحيح احكيله

ازاى الصحابة رفعوا السيوف على بعض بتشجيع واحدة من زوجات الرسول

و ازاى المصاحف كانت بتترفع على الرماح

Abed. Hamdan يقول...

جزاك الله خير يا أستاذ محمد الطاهر..كلامك دقيق وموزون

ولو سمحتلي اني أجاوب الاخوة اللي سألو.

اتوقع أن أجوبة أسئلتكم موجودة في أسئلتكم نفسها.

الفتنة حدثت بين المسليمن, والي رفعو السيوف على بعض هم بشر..

يعني الاخطاء أخظاء بشر وليست أخظاء في النظام..

لاتحكم على نظام من خلال الحكم على من طبقو النظام.

النظام الاسلامي نظام رباني, والخلل يحدث من عدم فهم لهذا النظام تارة و من سوء تطبيق لهذا النظام تارة أخرى.

ولكن اذا حاولت دولة تطبيقه على قدر المستطاع, فهو النظام الامثل انشالله

mashi_97 يقول...

أحييك على موضوعك الرائع

غير معرف يقول...

طيب يعني هوا نظام رباني و لكنه غير واضح لدرجة إن الناس تقتل بعض؟
, لو إن المشكلة بس في التطبيق مش في النظرية متشرحلنا كده مين كان غلطان في الفتنة الكبري و الدولة الإسلامية النظرية دي كان المفروض تبقي مختلفة إزاي عن الدولة الأموية مثلا اللي كان الحكم فيها بالسيف؟
هل كان المفروض يعملوا إنتخابات؟ طب ليه معملوش و لا سمعنا حد من الصحابة طالب بكده؟ و صحيح لو فعلا الأغلبية لم تكن راضية عن حكم عثمان بن عفان, كانوا يشيلوه إزاي من غير ما يثوروا و يقتلوه؟ يا ريت بالمرة كمان أحب أعرف إذا لسه من شروط الإمامة إن يكون الخليفة من قريش, و لو كده نطبقه إزاي دلوقتي؟

اللي عايز أوصله إن الإسلام حاجة و الدولة اللي كانت موجودة دي حاجة تانية هي لو إسمها إسلامية. و الواقع إن الإسلام لا يحمل نظام سياسي ولا إقتصادي معين.

Abed. Hamdan يقول...

انا لن أحاسب ولن أفتي في المشاكل التي حصلت قبل الف واربعمئة سنة, لاني لا أعرف حيثياتها بالتفصيل


من قال ان الاسلام غير واضح ؟ بالعكس, الاسلام تعاليمه واضحة, والحلال بين والحرام بين, ولكن الناس أحيانا تستعمل الدين غطاء لاغراضها الشخصية..واهدافها السياسية.
مثلا, اسامة بن لادن يدعي تطبيق الاسلام, اي اسلام هذا ؟

والصحابة الذين كانو موجودين في الفتنة, اعتزلموها, انا مش متذكر اسم الصحابي اللي كان موجود الحقيقة, اسامة بن زيد والله أعلم, اسأل عنها.

الفتن تحدث, والاخظاء البشرية واردة, وفي كل نظام هناك مجال للخطأ البشري..اذا النظام كامل, فالبشر غير كاملين..

اذا كان موضوع الفتنة هو الحجة, فأنا لن أفتي بها, هناك الكثير من الكتب تحدثت عن هذا الموضوع, اما رأي الشخصي اذا كنت تسأل عنه, فأنا قلته, ان الخطأ البشري لا يعني خطأ في النظام.

انا أقول الاسلام منهاج كامل متكامل, ولكن الباقي عالبشر في التطبيق والفهم, وعدم استخدام الدين كغطاء لاهداف شخصية

Mo Eltaher يقول...

Anonymous
أنا ماليش علاقه بالفتنه الكبرى وكلامى مالهوش علاقه بالفتنه الكبرى
اللى حصل فى الفتنه الكبرى ماينقصش من الإسلام فى شيىء هو أنا لما اقولك كمال اتاتورك علمانى كدا بظلم العلمانيه
يا حبيبى لما تيجى تحاكم بتحاكم منهج مش أشخاص وأنا قولت نظرتى للعلمانيه والنظام الإسلامى ماتجيش بقى انت تقولى ان الصحابه عملوا وعملوا انا ليا القرآن والسنه
يا ريت ياجماعه مانخرجش عن الموضوع


جيمىهوود
دا علاقته إيه باللى أنا بقوله؟؟؟؟
دى أخطاء بشر انا ماليش دعوه بيها أنا بقولك نظرتى ورأيى انا مش رأيى حد تانى


Abed. Hamdan
شكرا



mashi_97
شكرا جدا



Anonymous
بالعكس الإسلام بيحمل نظام إقتصادى ونظام سياسى واضحين جدا
انت دخلت فى الدوله الأمويه وحاجات كدا
وبعدين هو انت بتحاكم المنهج فى الشخص ؟؟
ازاى؟؟
المفروض انك تحاكم منهج مش شخص

Abed. Hamdan يقول...

محمد كل عام وانتا بخير,

وكل الشعب المصري العظيم بخير

:)

غير معرف يقول...

كلامك تقريبا كله كويس يا طاهر
بس فيه غلطه صغيره ولا تأثر

Mo Eltaher يقول...

Abed. Hamdan
وانت طيب وإن شاء الله السنه الجايه مبارك مايكونش معانا

ميت
ايه هى الغلطه دى؟؟؟؟!!!

غير معرف يقول...

السلام عليكم..
ازيك يا محمد..كل عيد و انت بخير..
ازيك يا عبد..منور و الله و كلامك هايل..
اما عن الموضوع اللى فتحه الاخ الخفى بدون مناسبه..
باختصار و عشان ما اضايقش محمد..الفتنه اسمها فتنه ليه؟؟؟ و مين اللى فتن؟؟
اليهود ولاد اللذين هم اصل الموضوع لان المال و السلطه كانوا و حيفضلوا فتنة المسلمين الوحيده..اليهود دخلولهم منها..
لكن اللى لازم تعرفه ان كل فريق من الاتنين كان يظن اولا انه يحمى الدين..و انه على حق و معهم الدليل على ذلك..و هنا اتفتنوا ليه؟؟عشان للحظه نسيوا ان الجماعه اهم من الصح و الغلط و ده من تعاليم النبى لينا..
لكن هم كانوا و سيظلوا "رضى الله عنهم" و على راسنا و اسيادنا كمان..خلينا احنا بس نبقى عشرهم و احنا نفلح!!
و ده اللى محمد عايز يقولو من البوست على ما اظن..
ان النظام الاسلامى لو طبق حيكون احسن نظام..
و كل سنه و انتو طيبين جميعا

شــــمـس الديـن يقول...

السلام علي من اتبع الهدي

المقال فعلا جميل و فعلا يا جماعة لازم مناخدش الغرب كقياس علينا و نلبس علي دينا ما ليس فيه مش علشان حصل فصل للدين عن الدولة في اوروبا نقوم احنا كمان نعمل كدا ( قال يعني بنقلدهم في التقدم )

احنا لما بعدنا عن الدين تخلفنا ... و هما لما طبقوا العلمانية تقدموا !!!!!!!!

فيه فرق جوهري و اساسي بيننا

مقال قيم و رائع

مع خالص تحياتي :)

Unknown يقول...

فرق بين أن أخطيء في التطبيق وهناك منهج سالم صحيح رباني أرجع له لكي اصحح المسار وأتبين الأخطاء

وبين ان أخطيء لأني أتبع منهج في أصله قاصر ضال ان كان فيه صواب واحد فيقابله ألالاف الأخطاء فأظل في دوامة الضلال والتعاسة

وهذا هو الفرق بين منهج الاسلام والمناهج العلمانية الوضعية