منذ ايام قليله كتبت عن حقوق المواطنه والإسلام وحيث أنى نويت أن أقوم بكتابة عدة مقالات أشرح فيها وجهة نظرى للدوله المدنيه ذو المرجعيه الإسلاميه فوجدت أن البعض يتهم الإسلام بأنه عدو للديمقراطيه وأنه يدعو للحكم الفردى .أما الديمقراطيه هى - ببساطه - حق الأفراد فى إختيار حاكمهم مع ضمان محاسبته وإقصاءه فى حالة إنحرافه و بعض الاسلاميين يعتقدوا فى منافات الديمقراطيه للأسلام نظر لان الديمقراطيه تعنى حكم الشعب لنفسه. .
كل الاسلاميين الرافضين للديمقراطيه يستشهدون بالايه الكريمه :( ان الحكم الا لله) والحقيقه أن هذه الايه استخدمت قبل ذلك من قبل الخوارج عندما طالبوا بتحكيم القرآن بين سيدنا معاويه وسيدنا على رضى الله عنه وذكروا هذه الأيه مع رفضهم التام لتحكيم اى انسان والحقيقه أن هذه الايه استخدمت فى هذه الحادثه فى غير موضوعها بل وبعيده كل البعد عن المعنى الحقيقى للأيه وسيدنا على رضى الله عنه رد عليهم :(كلمة حق يراد بها باطل ) والحقيقه أن المقصود بهذه الآيه أن الله هو المتصرف فى الكون وأن الله هوالذى يحلل ويحرم ويكلف وانزل الكتب وشرع الشرائع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ستكون أئمة من بعدى يقولون فلا يرد عليهم قولهم، يتفاحمون فى النار كما تفاحم القرده) وهنا يدعوا الحديث الشريف الى محاسبة الحاكم ولا مجال هنا الى ذكر الأيه الكريمه (واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الأمر منكم) لان الطاعه هنا ليست الطاعه فى المضره. و فى أول خطبه لسيدنا أبو بكر رضى الله عنه قال فيها : (أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أصبت فأطيعوني ، وإن عصيت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيت فلاطاعة لي عليكم ..) والدعوه هنا صريحه لصد إنحراف الحاكم. أيضا فى أحد خطب سيدنا عمر بن الخطاب قال : ( أيها الناس من رأى منكم فى إعوجاجا فليقومنى .....) فرد عليه أحد الحاضرين قائلا : ( والله يا ابن الخطاب لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بحد السيف ). والأدله السابقه تثبت أن الدين الإسلامى لم يصنع من الحاكم اله انما أمر المسلمين بالوقوف وإنحراف الحاكم.
والعقل البشرى أوجد طريقا للحفاظ على الديمقراطيه- والتى هى فى صميم الدين الاسلامى -حكم الأغلبيه والإستفتاءات والانتخابات والتعدديه الحزبيه و......و.....وكل هذه الآليات تضمن سير العمليه الديمقراطيه والحقيقه انه لا يوجد فيها ما يعارض الدين الإسلامى وما فائدة العقل اذا لم نستخدمه فى شؤن الحياه ولا سيما الحكم؟
البعض يرفض الديمقراطيه لأنها مستورده والحقيقه اننا لو نظرنا للمعنى الحقيقى للديمقراطيه لوجدنا اننا فقط استوردنا الاسم وعموما فحتى لو كانت كلها أفكار مستورده فلا مانع من إستخدامها مادامت لا تخالف الدين الإسلامى فى شيىء وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(لو عرضوا عليا امر رشد لقبلته ) وكان صلى الله عليه وسلم يقصد غير المسلمين انهم لو عرضوا عليه امر به منفعه للمسلمين ولا يخالف الدين فسيقبله صلى الله عليه وسلم. كما ان الأفكار عموما لا يوجد عليها اى مانع مدامت بها منفعه وغير منافيه للدين والنبى صلى الله عليه وسلم أخذ برأى سيدنا سليمان الفارسى وحفر خندق للمشركين فى غزوة الأحزاب وكان هذا من أساليب القتال الفارسى.