الإسلام وحقوق المواطن

كثيرا ما أجد من يهاجم الإسلام متهما إياه بأنه لم يحمى حقوق المواطنين أو عامل أصحاب الديانات الآخرى بقسوه ، وربما ظهر فى مصر عدة إلتباسات حلول حقوق الأقباط فى ظل دوله تحكم بالشريعه الإسلاميه وغالبا ما تتركز التساؤلات حول الجزيه وقانون بناء دورر العباده والوظائف العامه و هل يسمح لهم بشرب الخمر ولحم الخنزير أم لا .

أردت أن أكون رأى شخصى لى عن النقاط السابقه بحثت على الإنترنت وفى الكتب وقرأت أكثر من مقال لعدد من الكتاب وأكثر من فتوى للشيوخ الموثوق فيهم وعموما وجدت أفضل من تكلموا فى هذا الموضوع د/ محمد سليم العوا و د/يوسف القرضاوى

الجزيه:

كثيرا ما نسمع أن الجزيه فرضت نظير حماية المسلمين لغير المسلمين وهذه الفكره التى تعطى صوره سيئه للمسلمين لا توجد عليها أى أدله ولو نظرنا إلى مسألة الجزيه من حيث توقيت دفعها أو قيمتها مع النظر لبعض المواقف التى إمتنع فيهاالصحابه عن أخذ الجزيه نجد أنها فى الأساس ضريبه يدفعها غير المسلم نظير عدم إشتراكه فى الجهاد- بأى حق نحمل غير المسلم على الجهاد؟؟- أو حتى الدفاع عن البلد التى فتحها المسلمين ، أيضا وكأنها ضريبه يدفعا غير المسلم كما يدفع المسلم الزكاه ،والجزيه قيمتها كانت بين دينارين ودرهمين تأخذ مره واحده فى السنه وقيمتها كانت لتجهيز جيش المسلمين ، ويعفى منها الشيخ والطفل والمرآه والغير قادر على دفعها إذن هى بديلا للجهاد حيث أن الجزيه تأخذ مره واحده فى العام فقط كما الجهاد

هل تفرض الجزيه على الأقباط الآن؟؟

الرجعيون الإسلاميون ينادون بدفع الجزيه -بالنسبه للأقباط - ويستندون فى مطلبهم إلى أن دخولهم فى الجيش مخالفا للأسلام وأن عليهم ترك الجيش ودفع الجزيه ، ولكنهم هنا يتجاهلون المقصد من عدم دخول غير المسلمين الجيش - فى عصر الفتوحات الإسلاميه - أن ولاءهم سيكون لغير المسلمين ، ولكن هل الآن هل تنطبق هذه القاعده على الأقباط؟؟

الإسلام أمرنا بحسن معاملة أهل الزمه وخصوصا أقباط مصر ، فقد صاهرهم النبى (ص) وأوصى بهم فى أكثر من موقف ، قال رسول الله (ص): اذا فتح الله عليكم مصر,فاتخذوا فيها جندا كثيرا ,فذلك الجند خير اجناد الارض ,فقال ابو بكر ولم يا رسول الله ؟ قال: لانهم وازواجهم فى رباط الى يوم القيامه. أيضا قال رسول الله(ص) :اذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم مودة ورحما.أيضا قال (ص): الله الله فى قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونوا لكم عده وأعوانا فى سبيل الله

عندما فتح سيدنا عبيدة بن الجراح بلاد الجراكمه وبعد أن عرض عليهم سيدنا سعد الإسلام أو الجزيه تشاورا فيما بينهم وقالوا لسيدنا سعد : لماذا ندفع الجزيه فقال سيدنا سعد لانكم لن تشتركوا معنا فى الحروب فقالوا له كيف ستنتصرون على الروم بدوننا ونحن أعلم بهذه المناطق من جبال وطرق لن تعرفوها بدوننا وبالفعل جعلهم سيدنا سعد عيونا له وأدله . أيضا هناك حادثه
آخرى فى أحد الحروب ضد الفرس وجد المسلمون قوما عندهم شجاعه وقوه وعندما فتح المسلمون بلادهم قالوا للمسلمين نريد أن نحارب معكم لانكم عادلون وطيبون فقال قائد المسلمين : من حارب معنا لا يدفع الجزيه.من الموقفين السابقين نجد أن الجزيه يمكن أن يعفى منها قوما نظير ولائهم أو مساعدتهم للجيش الإسلامى من الموقفين السابقين ومن أحدايث النبى (ص) نستطيع أن نقول أن أقباط مصر من حقهم الدفاع مع المسلمين عن وطنهم ودخول الجيش فهذا لا يمنعه الإسلام ولم يمنعه الصحابه فكيف لنا أن نمنعهم من حقهم بإسم
الإسلام وهو برىء من ذلك؟؟؟

بناء دور العباده؟؟

بعض الفقهاء أفتوا بتحريم بناء الكنائس وبعضهم حلله ولكن لنرى لماذا هذا الإختلاف؟ هذا الإختلاف يرجع إلى المحافظه على مشاعر المسلمين وحرمة دينهم ولكن من فقهاء المسلمين من أجاز بناء الكنائس لأهل الكتاب وغيرها من المعابد إذا أذن لهم إمام المسلمين وبالفعل فقد بنى فى القرن الهجرى الأول كنيسة مارمرقص بالاسكندريه أيضا بنيت كنيسه آخرى فى الفسطاط وثالثه فى حلوان وسمح ببناء ديرين لرهبان. وعموما بالنسبه للأماكن التى لا يوجد بها مسلمين أساسا وخاضعه لحكم إسلامى فلا مانع من أظهار شعائرهم بأى طريقه يريدونها أيضا يمكنهم بناء أو تحديث كنيسه . إذن الإسلام لم يمنع بناء الكنائس ولكن بشروط وتكون هناك حاجه لهذه الكنيسه

وفي عهد عمر بن الخطاب إلى أهل إيلياء (القدس) نص على حُريتهم الدينية، وحرمة معابدهم وشعائرهم: "هذا ما أعطى
عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملَّتها، لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار
أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود

وفي عهد خالد بن الوليد لأهل عانات: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، إلا في أوقات الصلاة، وأن
يخرجوا الصلبان في أيام عيدهم

الوظائف العامه

حق غير المسلمين فى المشاركه فى نظام الحكم مشروع ولا يحرمه الإسلام ومن ينادون بإبعادهم عن وظائف مثل التمثيل النيابى فلينظروا للموقف بنظره آخرى فالمجالس النيابيه تعبر عن مطالب المواطنين ومن حق هؤلاء غير المسلمين أن يعبروا عن مطالبهم مادامت مشروعه وقد أجاز المسلمين فى عصور مختلفه أن يتولى غير المسلمين من أهل الكتاب بعض المناصب بل وكان هناك الكثير من الوزراء غير المسلمين فى عصر الدوله العباسيه ولم يعترض العلماء المسلمين على توليتهم لهذه المناصب إلا إذا طغوا تجبروا على المسلمين ومن يقول أن توليتهم لهذه المناصب حرام ويذكر : لا ولايه لكافر على مسلم . نرد عليهم :( المسلمين هم الذين ولوهم لهذا المنصب بمقتضى توجيهات دينهم فهم أولياء فى وزاراتهم أو ولاياتهم ولكن تحت الولايه العامه للمسلمين.......فتوى معاصره : يوسف القرضاوى)

لحم الخنزير وشرب الخمر:

المعروف أن الإسلام حرم شرب الخمر وحرم أكل لحم الخنزير ولكن هل تفرض الدوله الإسلاميه على غير المسلمين أن يمتنعوا عن شرب الخمر وأكل الخنزير؟؟ بالطبع لا لان الإسلام لا يتدخل فى أمور الأحوال الشخصيه والحلال والحرام لغير المسلمين . ثم إن الإسلام سمح بأداء غير المسلمون لشعائرهم الدينيه فكيف يمنع غير المسلمين أن يأكلوا ما حلله لهم دينهم؟