الأربعاء، فبراير ٠٨، ٢٠٠٦

الليبرليه ... إحقاقا للحق


عندما بدأت أقرأ عن الليبراليه إخترت - عن سوء فهم - أن أقرأ للمعادين لها بل وفقط المهاجمين لليبراليه لذلك تبلورت فكرة التعارض بين اليبراليه والإسلام وقمت بكتابة مقاله عن الليبراليه وذكرت فيها أن
الليبراليه تتعارض مع الإسلام ونشرت هذه المقاله فى مدونتى(مدونة مواطن مصرى)ثم قامت إدارة جريدةشباب مصر الإلكترونيه بقبول نشر هذه المقاله ونشرت بنفس الإسم (كلمات فى الليبراليه) ولكنى إكتشفت خطأى فى فهم الليبراليه وفهم علاقة الدين بالسياسه والآن دورى لأصحح ما أخطأت به

بدايتا يجب ان نعيد تعريف الليبراليه بطريقه أسهل وأوضح ، فالليبراليه - التى دخلت مصر على يد رفاعه الطهطاوى و نادى بها الإمام محمد عبده - لا تعنى الحريه المطلقه او بمعنى أدق لا تعنى ( إفعل ما تريده فأنت حر) بل تدعو الليبراليه إلى الأخلاق حيث تنادى دائما بمبادىء (الفرد ، الحريه ، العقل ، العداله ،التسامح ) إذن لنتفق أولا أن الليبراليه لا تدعو إلى التحرر ولا تدعوا إلى الحريه التى تضر بالمجتمع بل تتبع نظرية (أنت حر ما لم تضر ) وبما أن التحرريه تضر بالمجتمع بالتالى لا تنادى الليبراليه به

والليبراليه ليست فكره جامده لا تقبل التغيير والتجديد بل (((هى مجموعة من القواعد تضع أرضية للنقاش السياسي والفكري، أي أنها تسعى إلى توفير حياة "جيدة" للناس والجماعات حسب تعريفهم هم الفرداني لما هو جيد، وذلك دون أن تضع أو تفرض أي مفهوم للصلاح أو الفضيلة(من كتاب مفردات الثقافة السياسية –محمد قطب)))). ومعنى هذا أنك مجرد تعريف كلمة الليبراليه يختلف الليبراليون فيه ، أيضا الطريقة التى ستتبعا إلى إصلاح المجتمع ليست خطوات معروفه ومتفق عليها بل هى خطوات تناسب المكان والظروف المحيطه

وتدعو الليبراليه أيضا إلى( إعمال العقل ، وقبول رأيى الآخر ، وحرية الفرد ، والتنوير ، والعداله ، والتسامح ، والمساوراه ) د كما
تدعو أيضا إلى( حرية السوق ) وبشكل عام فالمبدأ الإقتصادى فى الليبراليه هو الرأس ماليه . ولكن فى الليبراليه المعاصره ظهر مصطلح وفكره جديده ( الطريق الثالث ) وهى نظريه إقتصاديه تجميع بين فكرة الرأس ماليه وفكرة الإشتراكيه حيث يكون السوق حر ولكن مع الأمن والتضامن الاجتماعي

عندما ندخل الدين فى السياسه

هل الدين له علاقه بالسياسه ؟؟ هل يوجد ما يوجب على الحاكم أن يدخل الدين فى السياسه؟؟ لنفهم أولا ما أقصده فأنا لا
أدعو إلى ان يبتعد شرع الله عن القوانين والدستور ولكنى أتكلم عن السياسه وليس القانون ولكن إذا طبق الحكم الليبرالى فى بلد ما فليقدم شخص ما إقتراحا لتطبيق الشريعه الإسلاميه وفى حالة موافقة البرلمان والشعب على هذا فليكن هذا لا يتعارض مع الدين بل أن الإخوان المسلمين متفقين معى فى هذه الفكره

كما نرى أيضا أن هناك بعض الموافق أيام الصحابه أدخلوا فيها الدين بالسياسه فقامت حروب بينهم فمثلا عندما أعلن سيدنا عمرو بن العاص وسيدنا معاويه (رضى الله عنهم) إحتكامهم للقرآن ورفعوا المصحف على الأسنة الرماح لسيدنا على (كرم الله وجهه) وجيشه . ألم يكن هذا القرار سياسيا ؟؟ نعم- فهو يشبه ما نقوم به الآن من مفاوضات بين الدول وبعضها- المهم أن هذا سيدنا على إستشهد بعد ذلك وكانت حرب طاحنه مات فيها 150 ألف من الصحابه وهذا ما فعلوه دخول الدين فى السياسه
- وهذا لا يأخذ على الصحابه كونهما فى عصر الفتنه. كما لو رفعنا شعار الدين فى السياسه فستجد أن الشعب سيجرى ورائك دون سبب سوى أنك ترفع شعار دينى وهنا ياتى دور بعض الطامعين فيستخدمون الدين هدفا للوصل للسلطه

هل نرفضها لأنها أفكار غربيه ؟

هل نرفض الليبراليه لانها أفكار أتت من الخارج ؟؟؟ أم لان مفكريها لم يكونوا مسلمين ؟؟ إذا كنا نرفضها بالفعل للسببين . فلنطرح سؤال آخر لماذا لم يرفض المسلمون فى الأندلس الحضاره الإسلاميه؟؟؟- وأقول الحضاره وليس الدين - لماذا لم يرفضوها وويظلوا على أفكارهم مع أخذ الدين الإسلامى فقط عن العرب وترك حضارتهم ؟؟ لماذا لم يقولوا أنها حضاره آتيه من الشرق وهدفها كذا وكذا وكذا كما يقول بعضنا الآن؟؟؟ لم يقولوا ذلك بل أخذوها وطورا فيها وأصبحت حضارة
الأندلس حضاره لم نشهد مثلها.

الليبراليه لا تعنى العلمانيه

الكثير منا بعتقد ان الليبراليه هى الوجه الآخر للعلمانيه وهذا نابع عن الفهم الخاطىء لليبراليه وبما أننا إستعرضنا سابقا ماذا
تريد الليبراليه سنستعرض فى عدة أسطر لماذا الليبراليه لا تعنى العلمانيه؟العلمانيه موقف أيدلوجى من الدين عموما( أى دين سواء إسلام أو مسيحيه أو يهوديه ) وهذا الفكر العلمانى فى فكر معادى لكل الأديان بل تجد العلمانيون يتطاولون على الدين ورموزه فمعركة العلمانيين هى معركه ضد الدين أما الليبراليين معركتهم معركه سياسيه تدعو إلى الحريهوعموما نستطيع أن نقول أن الليبراليه أيدلوجيه (سياسيه وإقتصاديه) أما أيدلوجية العلمانيه تعدو فقط إلى مهاجمة الدين بل والتحالف مع أى مبدأ فى سبيل خطوه فى معركته ضد الدين

هناك ١٢ تعليقًا:

غير معرف يقول...

ربنا يكرمك يا رب انا كنت محتار فى الموضوع ده جدا
الليبرالى و العلمانى و الفرق بينهم
لكن هل للليبرالية وش تانى
يعنى اكيد ليها مساوىء
اصل لو هى زى ما انت بتقول يبقى اى حد بيفكر طبيعى انو يبقى ليبرالى

Mo Eltaher يقول...

عزيزى ميمو
أنا عن نفسى لاأجد مايعيب الليبراليه
ولكن ربما ترى أنت ما يعيبها؟؟؟
و تذكر ان الليبراليه ايدلوجيه فرديه
قلت انه لو هناك شخص بيفكر هيبقى ليبرالى وانا موافقك على كده

عموما قلى انت ما مساوئها وسنتناقش

غير معرف يقول...

انا معرفش (زى معظم المصريين العاديين) عن الليبرالية حاجة غير اللى بسمعة
كنت من زمان بدور
فى المدونات بس مكنش فيه تعريف واضح
لغايه معرفتها انت
دلوقى ..انا عايز اعرف كل جوانب الموضوع
لان ببساطة لو هى دى الليبرالية بس
يبقى زى ما احنا متفقين اى بنى ادم بيفكر يبقى ليبرالى
طيب المعارضين ليها ...وجهة نظرهم ايه
يعنى حاجة بالحلاوة دى ممكن ايه يبقى غلط فيها
ده اللى انا بسأل فيه

Mo Eltaher يقول...

اللى بيعارض الليبراليه بيبقى مقتنع إن الدين ليه علاقه بالسياسه وبيهجمها من الناحيه دى وانا عن نفسى مالقتش حد هاجمها من اى إتجاه تانى
عموما انت هتلاحظ إن الكل بيهاجمها علشان كده وبس مع ان الدين مالوش دعوه بالسياسه وعلشان تعرف بالظبط انا اقصد ايه ممكن تقرأ الجزء الخاص بالدين والسياسه اللى فى مقلتى

غير معرف يقول...

حوار طيب ومفيد وكونىمحاور اتمنى ان تكون لاسئلتى اجابة عند الاخ محمد
اولا هل هناك اوجة تعارض بين اللبرالية والدين ثانيا هل اللبرالية دعوة لالغاء حكم الاغلبية او رفض قاعدة للاغلبية سلطان لا بد من تقديسة
ثالثا اللبرالية دعوة لحرية العقل ام حرية الهوا وهل هناك معاير ضبط لهذة الحرية ام هى مطلقة
اذا كان المصحف رفع للاحتكام واستغل للقتال فالدستور كزلك يرفع ويستخدم
وهذا من سسن الخالق التى تدور بها افلاك حياتنا
اذا اين الغاية من اللبرالية الا شئ اراة باْم عينى وهو مسخ الدين بدل من دعوة نفية
كما يفعل الشيطان مع عباد اللة المسلمين
وبالتالى هى نهج شيطانى يتولى نشرة الان بنى الانسانية بدون تصريح ولا تلميح
انتظر هنا او على اميلى althrer600@maktoob.com

Mo Eltaher يقول...

لقد وضحت فى المقال انه لا يوجد تعارض بين الليبراليه والدين

الليبراليه تدعوا للحريه وتدعو لحكم الشعب نفسه بنفسه

الليبراليه فكر غير ثابت ولكنه يخضع للعادات والتقاليد بمعنى انك حر فى حدود عاداتك تقاليدك والليبراليه تختلف من مكان الى مكان وشخص الى شخص قد تفهما انت بصوره وتطبقها وانا افهمها بصوره اخرى واطبقها


فعلا يرفع الفقرآن والدستور احيانا لتنفيذ أفكار معينه لا نعرف ان كانت سيئه ام لا ربما من يرفع شعار دينى يريد فقط ان يحصل على الأغلبيه و انا لا اقصد الإخوان لانى فعلا احبهم جدا لكنى اختلف معهم فى رفع شعار دينى ماذا لو جاء وشخص وقال لك نرفع شعار المسيحيه هى الحل؟؟

الليبراليه لا تريد مسخ الدين كما ترى بأم عينك بل بالعكس فهى لا تدعو الى دين اساسا لأنها ليست فلسفه دينيه ثم كيف لك ان تقارن بين بين الليبراليه كشيىء صغير جدا والاسلام كمنهج ربانى منزل كامل


لا والله مش منهج شيطانى ولا حاجه حاول تقرأ اكثر فى الدين وبعدين اقرأ فى الليبراليه وبعدها هتعرف انها افكار غير متعارضه مع الاسلام

Mo Eltaher يقول...

اخى قبطى
اولا انا لا لا اسمح لك بالتططاول على الدين الاسلامى كما لا اسمح لغيرك بالتطاول على الدين المسيحى
الشريعه الاسلاميه غير ظالمه على الاطلاق بل نزلت لتخلق مجتمعا خالى من الجريمه
بالنسبه لكونى غير فاهم لليبراليه فما جئت انا به ما هو الا نتيجة قرائتى فى الليبراليه

الزعيـمة يقول...

كان عندي زيك " كونفلكت " فى فهم الليبرالية
او على الاقل كنت بسمع للاراء المعارضة برضة

كان اشد ما ارفض بها هو المبدا الراسمالي فى الاقتصاد
فبما اننا فى دولة اكثر ما فيها تحت خط الفقر
فغير اخلاقي بالمره اقامة نظام راسمالي

ولكن بما ان الليبرالية تحوي هذا الفكر المرن الطرحتة
وذلك بما تفرضة الظروف الاقليمية والاحتياجات الاجتماعية لكل دولة على حدا

وعليها فاليبرالية كما تفضلت تمكن من الطريق الثالث وهو اقتصاد راسمالي ذا بعد اجتماعى

فهذا ما يجعلنى احترم هذا الفكر والتوجه السياسي ..
كل الشكر لك

ارق تحياتي

غير معرف يقول...

السيد/محمد الطاهر
بعد التحيه
اتقدم لكم بخالص الشكر والامتتنان على هذه المقاله التى اعتبرها تجديدا فى اسلوب المقالات الجامده المتحجره التى اعتدنا قرائتها ليل نهار فمقالتك برغم انها عن الليبراليه التى نطالب بها جميعا الا اننى اعتبرها وبشكل غير مباشر مقال نابع عن فهم وحب لهذا الوطن العزيز علينا جميعا وخاصه فى هذا التوقيت تحديدا فمقالتك تقدم فى طياتها استراتيجيه النهوض بهذا الوطن الذى ارى من خلال راى الشخصى والذى ربما يختلف معى بعض اعداء الديمقراطيه ان خلاصها فى اللليبراليه
ولكم جزيل الشكر

غير معرف يقول...

عمرو المصرى
الليبراليه فى الاساس قيم الحريه لى وللاخرين بمعنى (دعه يمر دعه يعمل)وهى نشأت فى الاساس بالدول الراسماليه
والفرق بين الايبراليه والديموقراطيه ان الديمقراطيه هى اسلوب اجرائى والليبراليه هى الوجه السياسى للديموقراطيه وقيم الليبراليه هى ببساطه حقوق الانسان يعنى ماينفعش الاغلبيه البرلمانيه انها تمنع المراة من العمل مثلاولكن انا عندى تعقيب أخر عن العلمانيه وهى انها ايضا اسلوب اجرائىمثل الديموقراطيه وليست غايه وهى فصل الدين عن السياسه بمعنى ان ليس هناك اى انسان يدعى انه يتحدث باسم الدين او الله فىالسياسه و>للك لأن الدين يشجعنا على الاختيار بين بدائل السياسه دون ان يكون هو بديلا بنفسه كما ان الدين يشجعنا على طلب العلم والحكمه دون ان يكو نهو نظريه علميه وانما لا ارى تعارض بين الدين والعلمانيه
ولايمكن ان نترك اىمن الديمقراطيه او الليبراليه او العلمانيه لانها(مستورده)اومعربه وننسى ان الغرب نفسه هضم وامتص اجمل ما فى تراسنا العربى الاسلامى وباعتراف الغرب نفسه كما ان القرأن نفسه يحتوى على كلمات معربه عن الفارسيه مثل استبرق اما شريعتنا السمحاء فهى من سعه الصدر ان تشمل كل المستجدات ومن المعروف ان عمر بن الخطاب قدالغى حد السرقه عام المجاعه وهى تسمى فى الشريعه (الاستصحاب)بمعنى ترك امر كان من الواجب اقامته جلنا لمصلحه اودرء مفسده وكما ان الامام ابو حنيفه قد غير كثير من فتاواه عندما قدم الى مصر بسبب تغير العادات ولاحظوا معى كم ان شريعتنا واسعه

إيمــــان ســعد يقول...

حسنا .. ارى ان انسب طريق هو الطريق الثالث . الذي يمزج بين الليبرالية و الاشتراكية .. اعني هنا الاشتراكية الديموقراطية و الذي ظهر على عام 1936 على يد اى كاتب سويدي

و تعمل به حاليا بعض الدول امثال النرويج و السويد و الدنمارك بنجاح

ادعوك لقراءة هذا المقال عنه

http://www.islamonline.net/arabic/mafaheem/2001/02/article2.shtml

Dananeer يقول...

عايزه افهم

http://3asfora-f-elsa7a.blogspot.com/2006/10/blog-post_07.html